التحريش على قتل الحنيش

من طرف **Admin** الأحد أغسطس 23, 2015 12:46 am

الجمهرة :
"والحَنَشِ: ضرب من الحيّات."

المحكم:
"والعُثْمانُ: فرخ الثعبان. وقيل: فرخ الحية ما كانت، وبه كني الحنش أبا عُثمانَ"

المحكم:
"الحَنَشُ: الحية، وقيل: هو حية أبيض غليظ مثل الثعبان أو أعظم، وقيل: هو الأسود منها، وقيل: هو منها ما أشبهت رءوسه رءوس الحيات والحرابي وسوام أبرص ونحو ذلك".

لسان العرب:
" ( حنش ) الحَنَشُ الحيَّةُ"

المحيط:
"الحَنَشُ: الحَيّاتُ والحَرابِيُّ وغيرُها، والجَميعُ: الأحْنَاشُ."

مختار الصحاح:
[ حنش ] ح ن ش : الحَنَشُ بفتحتين كل ما يصطاد من الطير والهوام والجمع الأحْنَاشُ و الحَنَشُ أيضا الحية وقيل الأفعى .

المصباح :
و"حَنَشْتُ" الصيد "أَحْنِشُهُ" من باب ضرب: صدته، و"الحَنَشُ" أيضا الحية ويطلق على كلّ حشرة يشبه رأسها رأس الحية كالحرابي وسوام أبرص.

قلتُ: يتحصل مما سبق أنّ الكل مجمع على أنّ (الحنش) نوع من أنواع الحيات، وكل من قال أنّ الحَنش قد يكون أفعى فقد قال هذا بصيغة التمريض (وقيل : أفعى)

فإن قال قائل: هذا تشدد، وكان ينبغي أنْ نأخذ بقيل، قلت: حتى لو أخذت بقيل فإنّ الأفعى نوع من أنواع الحيات، وعلى الحالتين كلتيهما، فالحَنَش مقتول لا محالة، والحمد لله .

المحكم:
"الأفعى: حية"

وقد أجمعت المعاجم على ذلك، بل قول الخليل يكذب من يزعم أنّ (الحنش هو الأفعى)
فقد قال: " الأفعى: حية رقشاء طويلة العنق عريضة الرأس، لا ينفع منها رقية ولا ترياق، وربما كانت ذات قرنين."

ومن المعلوم أنّ الحنش ليس هذا وصفه؛ لأنّ كلام الخليل عن سام، ولذلك لم يكن الترياق المصنوع زمنهم ينفع مع السم .

وقد أقر السامرائي بأنّ ((الحية عامة تشمل الصغيرة والكبيرة فالثعبان حية والجان حية. الحية عامة تطلق على الجميع أما الثعبان فهو الذكر الضخم الطويل والجان هو الحية سريعة الحركة)).

قلت: ما هو الوصف الخاص لحيّة موسى ؟
(فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)
(فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ (107)

إذن هي (ثعبان)، ولا تعارض بين أنْ تكون حية وثعبانا في الوقت نفسه، لأنّ الحيّة لفظ عام يطلق على كل نوع من أنواع الحيات، سوا أكان من الثعابين أو الأفاعي أو غير ذلك .

قال النبي –صلّى الله عليه وسلّم- : (اقتلوا الحيات)

قلت: وهذا الأمر مخصوص يعني اقتلوا كل الحيات إلا ذوات البيوت (العوامر) حدّث بذلك أبو لبابة وزيد بن الخطاب .

قلت: وهذا المخصوص مخصوص أيضا
يعني يقتل من العوامر ذا الطفيتين والأبتر؛ حدّث بهذا أبو لبابة .

قلت: وبعض زنادقة الفقهاء ينظر إلى موضوع قتل الحيات على أنّه شيء تافه، وأنّه يشوّه الإسلام، وينظر إلى من يدعو لذلك على أنّه جاهل وخارجي ومخالف لحقوق الإنسان الماسونية، وهذا ليس بغريب على هؤلاء فإنّهم فقهاء الزندقة .

والأدهى من ذلك أنّ هؤلاء النطف القذرة يعترضون على الله، لماذا يريد قتل المشركين والحيات إلخ ...

أمّا نحن فمؤمنون بأنّ الله عز وجل يفعل ما يشاء وفعال لما يريد ولا يسأل عمّا يفعل، والجنّة جنّته والنّار ناره، ويأمر بما يشاء، بيده ملكوت كل شيء، وكل فعل يأمر به هو فعل حكيم، حتى لو لم تستطع النطفة القذرة معرفة وجه الحكمة فيه ...

وقد صدق من قال:
إنّ الحرب التي في العالم بين الكفار والمسلمين هي هذه الحرب، هي حرب بين الروحانيات والماديات، فالكفار وأتباعهم من المبتدعة يحاربون أوامر الله ويشنعون عليها، ولا يريدون الالتزام بها إلا إذا وافقت عقولهم ومادياتهم ونظراتهم البشرية السخيفة .

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }الصافات102

هذا هو الإيمان (افعل ما تؤمر) وليس : (لماذا ؟!! )

وحديث الأمر بقتل الحيات لمّا سمعه ابن عمر ماذا فعل :

قال: فلبثت لا أترك حية أراها إلا قتلتها، فبينا أنا أطارد حية يوما ....

فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر، الداخل في الجنّة يقينا، العاقل الفاهم، الذي أحبّ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- فأحبّه الله وأحب صحابته، يشتغل بقتل الحيات ومطاردتها ...

فالحمد لله الذي هدانا للعمل بالكتاب والسنّة، ولا نلتفت إلى (قيل وقال) فإنّنا في كل مسألة سوف نسأل عن الله ورسوله، ولن نسأل عن أقوال العلماء والعملاء والسخفاء ...

ونحنُ لا نحرّش على قتل الحنيش وحده، بل نحرّش على قتل كل الحيات بكل أنواعها من حنشان وغيره .